اخر المواضيع:

الأحد، 30 أكتوبر 2016

درس: الضغط الاستعماري على المغرب



مقدمـة: جاء فرض الحماية على المغرب سنة 1912 م كنتيجة لسلسلة من الضغوط الاستعمارية منذ منتصف القرن 19.
- فما هي هذه الضغوط الاستعمارية؟
 -وما أشكال التهافت الأوربي على المغرب؟
- وكيف ساهم فشل الإصلاحات في فرض الحماية؟


1 -  تعرض المغرب لضغوط استعمارية قوية منذ سنة 1844
1- الضغوط العسكرية:
منذ احتلال فرنسا للجزائر وهي تتحرش بالمغرب للتحكم في خيراته، فتذرعت بمساعدة القبائل الشرقية للأمير عبد القادر للهجوم عليه وهزمه في معركة إيسلي سنة 1844 م، التي كشفت عن الضعف العسكري الكبير للمغرب ففرضت عليه معاهدة للامغنية سنة 1845 م التي عينت الحدود بين المغرب والجزائر، لكنها تركت المناطق الجنوبية دون تعيين حدودها. كما استغلت اسبانيا ضعف المغرب ومناوشات حاميتها العسكرية مع قبيلة أنجرة المحاذية لسبتة وشنت حربا على تطوان يوم 6 فبراير 1860، نتج عنها هزيمة المغرب وفرض معاهدة 26 ابريل 1860 التي تضمنت شروط مالية قاسية للخروج من تطوان.

2-  التهافت الاقتصادي: 
- أدى انهزام المغرب أمام فرنسا إلى خضوعه تدريجيا للتغلغل الاقتصادي الأوربي حيث فُرضت عليه سلسلة من المعاهدات كبلته اقتصاديا وخلقت فئة "المحميون" الغير الخاضعين لسلطة المخزن. 
- فرضت إنجلترا على المغرب معاهدة تجارية سنة 1856 حصلت بموجبها على امتيازات ضريبية وقضائية تبعتها إسبانيا بمعاهدة تجارية سنة 1861 م فتحت لها الباب لاستغلال المغرب ماليا، أما فرنسا فرسخت تواجدها من خلال معاهدة سنة 1863.


2 -  أدى فشل سياسة الإصلاحات إلى فرض الحماية على المغرب سنة 1912:
1- سياسة الإصلاحات وفشلها:
- حاول
سلاطين الدولة المغربية مواجهة الضغوط الأوربية من خلال  تطبيق مجموعة من الإصلاحات التي  مست الضرائب – ضريبة الترتيب - (في عهد المولى عبد العزيز) وتحديث الجيش (في عهد المولى عبد الرحمن)، وإصلاح التعليم (بعثات المولى الحسن الأول نحو أوربا)، كما أن الإصلاحات مست الإدارة والاقتصاد والمالية.

- واجهت سياسة الإصلاحات مجموعة من الصعوبات أدت إلى فشلها، وتمثلت أساسا في عدم رغبة الأوربيين في نهوض المغرب واسترجاع قوته، بالإضافة إلى رفض العلماء والفقهاء الإصلاحات الاقتصادية حيث رأوها فيها فتح الباب أمام الأطماع الأوربية، كما عارضها سكان البوادي لأنها هددت فلاحتهم وحرفهم وخفضت العملة الوطنية وأغرقت البلاد في القروض الأجنبية.

2 -الأزمة الداخلية وفرض الحماية:
- تولى المولى عبد العزيز الحكم في المغرب خلفا لأبيه المولى الحسن الأول سنة 1894مم وعمر 13 سنة، مما دفع الحاجب با حماد إلى تسيير شؤون البلاد عوضا عنه.
- عرف المغرب بعد وفاة با حماد سنة 1900م فوضى واضطرابات عمت مختلف مناطقه، أهمها ثورة بوحمارة سنة 1902م التي تسببت في أزمة مالية للمغرب وإدخاله في دوامة الاقتراض من أوربا.
- استغلت فرنسا الأزمة الداخلية للمغرب وحاولت الانفراد به عن طريق الاتفاقيات مع الدول المنافسة لها.
- أدت معارضة ألمانيا للمشروع الفرنسي إلى انعقاد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 الذي منح حق التدخل لفرنسا واسبانيا في المغرب، الأمر الذي تسبب في اندلاع أزمة أكادير سنة 1911م.

- فرضت فرنسا الحماية على المغرب في عهد المولى عبد الحفيظ يوم 30 مارس 1912م بدعوى القيام بإصلاحات، ففقد المغرب بذلك استقلاله وسيادته على التراب الوطني.

خاتمـة: انتهت الضغوط الأوربية التي تعرض لها المغرب منذ القرن 19إلى سقوطه تحت الاستعمار الفرنسي والإسباني. فكيف كان رد فعل المغاربة على هذا الاحتلال الأجنبي؟
التعليقات

هناك تعليق واحد: