اخر المواضيع:

الأحد، 27 مارس 2016

درس: الاتحاد الأوربي نحو اندماج شامل: أولى باك


مقدمة : ساهم مشروع مارشال في خلق تعاون اقتصادي بين دول أوربا الغربية التي أسست منظمات قطاعية من بينها المجموعة الأوربية للفحم والصلب، والمجموعة الأوربية للطاقة النووية ، غير أن الحصيلة كانت محدودة لهذا تأسست السوق الأوربية المشتركة ( الاتحاد الأوربي حاليا).
=  فما هي مظاهر وعوامل ونتائج اندماج الاتحاد الأوربي ؟
=  وما هي مشاكل الاتحاد الأوربي وجهود التغلب عليها؟

I - مظاهر اندماج الاتحاد الأوربي : 
1- لاندماج المجالي ( الترابي = المساحة ) : 
- في سنة 1957 تأسست السوق الأوربية المشتركة بمبادرة من إيطاليا وفرنسا وألمانيا ودول البنيلوكس ( بلجيكا – هولندا-الليكسمبورغ)
- في سنة 1973 انضمت بريطانيا وإيرلندا والدانمارك.
- في سنة 1981 انضمام اليونان.
- في سنة 1986 انضمام اسبانيا والبرتغال
- في سنة 1995 انضمام السويد – فلندا-النمسا
- في سنة 2004 انضمام 10 دول إلى الاتحاد الأوربي هي : استونيا- ليتونيا- ليتوانيا -بولونيا- تشيك – سلوفاكيا – هنغاريا- سلوفينيا- مالطا – قبرص .
- سنة 2007 انضمام بلغاريا ورومانيا.
- سنة 2013 انضمام كرواتيا
- أدى تزايد عدد الدول الأعضاء إلى توسع مساحة الاتحاد الأوربي، وتضاعف عدد سكانه. 

2- الاندماج الاقتصادي والمالي :
في المجال الفلاحي: نهج السياسة الفلاحية المشتركة التي تستهدف الرفع من الإنتاجية ، وتحسين مستوى عيش الفلاح الأوربي ، وضمان الأمن الغذائي
في المجال الصناعي: تشجيع ودعم المقاولات من خلال تزويدها بالقروض والمساعدات ، والاهتمام بالتكوين والبحث العلمي ، والتنسيق لمواجهة المنافسة الأجنبية.
في المجال التجاري: خلق سوق أوربية موحدة بإلغاء القيود الجمركية ، والتنسيق في ميدان التعامل التجاري مع باقي دول العالم.
في المجال المالي: توحيد السياسة المالية من خلال الوحدة الاقتصادية والمالية ، وإصدار عملة الأورو، وحرية تنقل الأموال والاستثمارات .
 
II - عوامل وحصيلة اندماج الاتحاد الأوربي : 
1- يرتبط اندماج الاتحاد الأوربي بعدة عوامل :
* عامل جغرافي: الانتماء للقارة الأوربية ، وتشابه الظروف الطبيعية على العموم .
* عامل اقتصادي: اعتماد النظام الرأسمالي القائم على الملكية الخاصة والمنافسة واقتصاد السوق.
* عامل سياسي: نهج الديمقراطية السياسية ، واحترام حقوق الإنسان.
*عامل تاريخي: معايشة أحداث مشتركة.
* عامل تنظيمي : يتم تسيير الاتحاد الأوربي من طرف مؤسسات من أبرزها :
-  مجلس الوزراء الأوربي : الذي يقرر السياسات المشتركة و يحدد ميزانية الإتحاد .
- المجلس الأوربي : الذي يحدد التوجهات الكبرى .
- اللجنة الأوربية : التي تقترح التوجهات و تنفذ السياسات المشتركة ، و تمثل الإتحاد الأوربي في المفاوضات مع الدول الأخرى .
- البرلمان الأوربي : الذي يساهم في التشريع مع مجلس الوزراء  و يقدم الاستشارة ، و يصادق على الميزانية .
* عقد المعاهدات والاتفاقيات :
- معاهدة روما الأولى ( سنة 1957) التي بموجبها تأسست السوق الأوربية المشتركة.                                    
- معاهدة شنغن shengen ( 1985) التي أتاحت حرية تنقل الأفراد بين مجموعة من دول الاتحاد الأوربي .               
- معاهدة ماستريخت  ( 1992) التي نصت على الاندماج الاقتصادي والمالي للاتحاد الأوربي
- معاهدة روما الثانية (2004) المؤسسة للدستور الأوربي.
 
2 - تتعدد أشكال القوة الاقتصادية للاتحاد الأوربي ( حصيلة الاندماج) :
- المجال الفلاحي: يساهم الاتحاد الأوربي بحصص مرتفعة من الإنتاج العالمي للحبوب والشمندر السكري والبطاطس والكروم ، ويمتلك قطيعا مهما من الماشية خاصة الخنازير والأبقار، ويحتل الصدارة العالمية في مجال الصادرات الفلاحية.
- المجال الصناعي: يعتبر الاتحاد الأوربي قوة صناعية كبرى حيث يحتل مراتب متقدمة في عدة صناعات من أبرزها صناعة السيارات والصناعة الكيماوية والصناعة الميكانيكية ، وصناعة الطائرات التي تهيمن عليها شركة إيرباص، وصناعة معدات غزو الفضاء التي تتم في إطار برنامج أريان ، بالإضافة إلى الصناعة الإلكترونية والمعلوماتية.
- المجال التجاري: تشكل مبادلات الإتحاد الأوربي مع باقي العالم خمس التجارة العالمية  نظرا لضخامة الإنتاج الصناعي و الفلاحي و أهمية الأسطول التجاري وعقد اتفاقيات مع مختلف دول العالم .كما تحتل المبادلات بين دول الإتحاد الأوربي مكانة مهمة بفعل إلغاء القيود الجمركية و سهولة مرور البضائع و رؤوس الأموال و الأشخاص و الخدمات . و بالتالي يعد الإتحاد الأوربي القوة التجارية الأولى في العالم .
 
III - الرهانات المطروحة أمام الاتحاد الأوربي والآفاق: 
1 - رهانات الاتحاد الأوربي :
أ.النمو الديمغرافي البطيء : أمام تطبيق  سياسة تحديد النسل يعرف الاتحاد الأوربي انخفاض نسبة التكاثر الطبيعي . ويترتب عن ذلك تباطؤ وثيرة النمو الديمغرافي وارتفاع نسبة الشيوخ ، مما يطرح الحاجة إلى اليد العاملة.
ب.الهجرة السرية: خلال العقدين الأخيرين تزايدت الهجرة السرية بشكل كبير وأصبحت عائقا بالنسبة للاتحاد الأوربي . وتعتبر إسبانيا وإيطاليا المحطتين الرئيسيتين للمهاجرين السريين الوافدين من الدول النامية وخاصة من بلدان المغرب العربي وإفريقيا السوداء.
ج. التفاوت الاقتصادي والاجتماعي : يمكن التمييز بين مجموعتين من الدول داخل الاتحاد الأوربي هما:
- دول قوية اقتصاديا وذات دخل فردي مرتفع في طليعتها وفرنسا وألمانيا ودول البينلوكس وبريطانيا والبلدان الاسكندنافية.
- الدول الأقل تقدما اقتصاديا واجتماعيا وفي مقدمتها دول أوربا الشرقية.
2-  الأفاق المستقبلية :
أ.الدستور الأوربي: استهدف الدستور الأوربي لسنة 2004 الوحدة السياسية لأوربا ، ومنح الأوربيين المزيد من الحقوق. كما عمل على تعزيز الاندماج الاقتصادي والمالي للاتحاد الأوربي ، وتطوير السياسة الخارجية والدفاع.
ب.الميثاق الأوربي: تضمن الميثاق الأوربي الحقوق الأساسية وهي العدالة والمساواة والحرية والكرامة والتضامن.
ج. الهجرة القانونية: يعمل الاتحاد الأوربي على محاربة الهجرة السرية بتنسيق الجهود مع الدول المصدرة للمهاجرين ودول العبور وبتسوية الوضعية القانونية بالنسبة لبعض المهاجرين السريين . في المقابل يأخذ الاتحاد الأوربي بمبدأ الهجرة القانونية التي تخضع لشروط إدارية ومالية وثقافية معينة في إطار الهجرة المنتقاة.

 خاتمة: يعتبر الاتحاد الأوربي أقوى التكتلات الاقتصادية في العالم إلى جانب مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق